فصل: 190- هل للإمام أن يوصي إلى غيره؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين (نسخة منقحة)



.174- قولهم في القتال بين الصحابة:

واختلفوا في قتال علي وطلحة وفي قتال علي ومعاوية:
1- فقالت الروافض والزيدية وبعض المعتزلة إبراهيم النظام وبشر بن المعتمر وبعض المرجئة: إن عليًّا كان مصيبا في حروبه وان من قاتله كان على الخطأ فخطئوا طلحة والزبير وعائشة ومعاوية.
2- وقال ضرار وأبو الهذيل ومعمر: نعلم أن أحدهما مصيب والآخر مخطئ فنحن نتولى كل واحد من الفريقين على الانفراد وأنزلوا الفريقين منزلة المتلاعنين الذين يعلمون أن أحدهما مخطئ ولا يعلمون المخطئ منهما هذا قولهم في علي وطلحة والزبير وعائشة فأما معاوية فهم له مخطئون غير قائلين بإمامته.
3- وقال قائلون: سبيل علي وطلحة والزبير وعائشة في حربهم سبيل الاجتهاد وأنهم جميعًا كانوا مصيبين وكذلك قول هؤلاء في قتال معاوية وعلي وهذا قول حسين الكرابيسي.
4- وقال بكر بن أخت عبد الواحد بن زيد: إن عليًّا وطلحة والزبير مشركون منافقون وهم في الجنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله- سبحانه- اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم».
5- وقالت الخوارج بتصويب علي في قتال طلحة والزبير ومعاوية.
6- وقال الأصم في قتال علي وطلحة والزبير: إن كان قاتلهما ليتكاف الناس حتى يصطلحوا على إمام فقتاله لهما على هذا الوجه صواب وكذلك قال في قتالهما إياه وقال: إن كان معاوية قاتل عليًّا ليحوز الأمر إلى نفسه فهو ظالم وإن كان قاتل ليتكاف الناس حتى يصطلحوا على إمام فقتاله على هذا الوجه صواب وإن كان قتاله لئلا يسلم ما في يديه إليه إذا لم يتفق على إمامته فقتاله على هذا الوجه صواب.
7- وقال قائلون: نزعم أن عليًّا وطلحة والزبير لم يكونوا مصيبين في حربهم وأن المصيبين هم القعود ونتولاهم جميعًا ونبرأ من حربهم ونرد أمرهم إلى الله.
8- وقال عباد: لم يكن بين طلحة والزبير وعلي قتال.

.175- قولهم في أفضل الناس بعد الرسول صلى الله عليه وسلم:

واختلفوا في التفضيل:
1- فقال قائلون: أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي.
2- وقال قائلون: أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم علي ثم عثمان.
3- وقال قائلون: نقول أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم نسكت بعد ذلك.
4- وقال قائلون: أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ثم بعده أبو بكر.
وأجمع من ثبت فضل أبي بكر وعمر أن أبا بكر أفضل من عمر وأجمع من ثبت فضل عمر وعثمان أن عمر أفضل من عثمان.
5- وقال قائلون: لا ندري أبو بكر أفضل أم علي فإن كان أبو بكر أفضل فيجوز أن يكون عمر أفضل من علي ويجوز أن يكون علي أفضل من عمر وإن كان علي أفضل من عمر فهو أفضل من عثمان لأن عمر أفضل من عثمان وإن كان عمر أفضل من علي فيجوز أن يكون علي أفضل من عثمان ويجوز أن يكون عثمان أفضل من علي وهذا قول الجبائي.

.176- اختلافهم في طريق الإمامة:

واختلفوا في الإمامة: هل هي بنص أم قد تكون بغير نص؟
1- فقال قائلون: لا تكون إلا بنص من الله- سبحانه- وتوقيف وكذلك كل إمام ينص على إمام بعده فهو بنص من الله- سبحانه- على ذلك وتوقيف عليه.
2- وقال قائلون: قد تكون بغير نص ولا توقيف بل بعقد أهل العقد.

.177- هل يكون إمام بعد علي؟

واختلفوا هل يكون بعد علي إمام؟
1- فقال أكثر الناس: قد يكون بعد علي إمام.
2- وقال عباد بن سليمان: لا يجوز أن يكون بعد علي إمام.
واعتل بأنهم أجمعوا في عصر أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أنه جائز أن يكون إمام واختلفوا بعد علي: هل يجوز أن يكون إمام أم لا؟ فلو جاز أن يكون بعد علي إمام لم يختلفوا في أن يكون بعده إمام أو لا يكون كما لم يختلفوا في ذلك في عصره لأن الأمة لا تجتمع على شيء تختلف في مثله.

.178- قولهم في من تنعقد بهم الإمامة؟

واختلفوا في كم تنعقد الإمامة من رجل؟
1- فقال قائلون: تنعقد برجل واحد من أهل العلم والمعرفة والستر.
2- وقال قائلون: لا تنعقد الإمامة بأقل من رجلين.
3- وقال قائلون: لا تنعقد بأقل من أربعة يعقدونها.
4- وقال قائلون: لا تنعقد إلا بخمسة رجال يعقدونها.
5- وقال قائلون: لا تنعقد إلا بجماعة لا يجوز عليهم أن يتواطؤا على الكذب ولا تلحقهم الظنة.
6- وقال الأصم: لا تنعقد إلا بإجماع المسلمين.

.179- هل الإمامة واجبة؟

واختلفوا في وجوب الإمامة:
1- فقال الناس كلهم إلا الأصم: لا بد من إمام.
2- وقال الأصم: لو تكاف الناس عن التظالم لاستغنوا عن الإمام.

.180- هل يجوز أن يتعدد الإمام؟

واختلفوا هل يكون الإمام أكثر من واحد؟
1- فقال قائلون: لا يكون في وقت واحد أكثر من إمام واحد.
2- وقال قائلون: يجوز أن يكون إمامان في وقت واحد أحدهما صامت والآخر ناطق فإذا مات الناطق خلفه الصامت وهذا قول الرافضة.
3- وجوز بعضهم ثلاثة أئمة في وقت واحد أحدهم صامت وأنكر أكثرهم ذلك.

.181- هل يجوز أن لا يكون إمام؟

واختلفوا هل يجوز أن يخلو الناس من إمام؟
1- فقالت الروافض: لا تخلو الأرض من إمام.
2- وقال غيرهم: قد يجوز أن تخلو الأرض من إمام حتى يعقد لواحد.

.182- هل تجوز إمامة المفضول؟

واختلفوا في إمامة المفضول على مقالتين:
1- فقالت الزيدية وكثير من المعتزلة: جائز أن يكون في رعية الإمام من هو أفضل منه وجوزوا أن يكون الإمام مفضولًا كما يكون الأمير مفضولًا في رعيته من هو خير منه.
2- وقال قائلون: لا يكون الإمام إلا أفضل الناس.

.183- هل تكون الإمامة في غير قريش؟

واختلفوا: هل يجوز أن يكون الأئمة في غير قريش؟ على مقالتين:
1- فقال قائلون من المعتزلة والخوارج: جائز أن يكون الأئمة في غير قريش.
2- وقال قائلون من المعتزلة وغيرهم: لا يجوز أن يكون الأئمة إلا من قريش.

.184- في أي قريش تكون الإمامة؟

واختلف الذين قالوا لا يكون الأئمة إلا من قريش في أي قريش؟ تكون على مقاليتن:
1- فقالت الروافض: لا يكون الأئمة من قريش إلا في بني هاشم خاصة.
2- وقال قائلون: قد يكون الأئمة من غيرها من قريش.

.185- في أي بني هاشم تكون الإمامة؟

واختلف الذين قالوا لا يكون الأئمة إلا من بني هاشم في أي بني هاشم؟ على مقالتين:
1- فقال قائلون: في العباس بن عبد المطلب وفي ولده لا تكون في غيرهم وهم الراوندية.
2- وقال قائلون: هي في علي وولده لا تكون في غيرهم.

.186- هل العربي أولى من العجمي في الإمامة؟

واختلفوا إذا اجتمع قرشي وأعجمي وتساويا في الفضل أيهما أولى؟ على مقالتين:
1- فقال ضرار بن عمرو: يولى الأعجمي لأنه أقلهما عشيرة.
2- وقال سائر الناس: يولى القرشي فهو أولى بها.

.187- إذا عقد لاثنين فأيهما أولى؟

واختلفوا في الإمام إذا مات ببلده فبايع من بحضرته رجلًا وبايع غيرهم آخر في وقته أو قبله:
1- فقال قائلون: الإمام هو الذي عقد له في بلد الإمام دون غيره.
2- وقال قائلون: هو الذي عقد له أولًا ببلد الإمام كان أم بغيره.

.188- إذا بويع إمامان في وقت واحد؟

واختلفوا إذا بايع قوم إمامًا وبايع آخرون إمامًا آخر في وقت واحد:
1- فقال قائلون: يقرع بينهما فأيهما خرجت قرعته كان إمامًا دون الآخر.
2- وقال آخرون: يقال لهما أن يعتزلا ثم يعقد لأحدهما أو لغيرهما.
3- وقال آخرون: أيهما امتنع من أن يعتزل لم يكن إمامًا فإذا قيل له اعتزل فلم يعتزل لم يكن إمامًا وكان الإمام الذي يقال له اعتزل ولم يأب ذلك.

.189- هل تورث الإمامة؟

واختلفوا في الإمامة هل تتوارث؟
1- فقال قائلون: هي وراثة.
2- وقال آخرون: ليست بوراثة.

.190- هل للإمام أن يوصي إلى غيره؟

واختلفوا هل للإمام أن يوصي إلى غيره في جهة وجوب الإمامة:
1- فأجاز ذلك قوم.
2- وأنكره آخرون.

.191- اختلافهم في الدار أهي دار إيمان؟

واختلفوا: هل الدار دار إيمان أم لا؟
1- فقال أكثر المعتزلة والمرجئة: الدار دار إيمان.
2- وقالت الخوارج من الأزارقة والصفرية: هي دار كفر وشرك.
3- وقالت الزيدية: هي دار كفر ونعمة.
4- وقال جعفر بن مبشر ومن وافقه: هي دار فسق.
5- وقال الجبائي: كل دار لا يمكن فيها أحدًا أن يقيم بها أو يجتاز بها إلا بإظهار ضرب من الكفر أو بإظهار الرضى بشيء من الكفر وترك الإنكار له فهي دار كفر وكل دار أمكن القيام بها والاجتياز بها من غير إظهار ضرب من الكفر أو إظهار الرضى بشيء من الكفر وترك الإنكار له فهي دار إيمان وبغداد على قياس الجبائي دار كفر لا يمكن المقام بها عنده إلا بإظهار الكفر الذي هو عنده كفر أو الرضى كنحو القول أن القرآن غير مخلوق وأن الله- سبحانه- لم يزل متكلمًا به وأن الله- سبحانه- أراد المعاصي وخلقها لأن هذا كله عنده كفر وكذلك القول في مصر وغيرها على قياس قوله وفي سائر أمصار المسلمين وهذا هو القول بأن دار الإسلام دار كفر ومعاذ الله من ذلك.
6- وقال بعضهم: الدار دار هدنة ولم يقولوا أنها دار إيمان ولا قالوا أنها دار كفر وهذا قول بعض الروافض.